مكتبة DirectX ، العبأ الذي لم يعد يطيقه أحد !

DX

لمكتبة Direct X مكانة خاصة ومحورية في عالم ألعاب الحاسب الشخصي ، فهي المنصة التي تعمل عليها كل العاب الحاسب باختلاف اشكال العتاد وقدراته ، وهي المنصة التي من خلالها يستطيع أي شخص أن يشغل أي لعبة صنعت للحاسب الشخصي في أي وقت حتي ولو منذ 15 عاما أو أكثر ، دون القلق بشأن نوع العتاد أو نظام التشغيل ، وهي المنصة التي توحد تقنيات الألعاب من رسوميات وصوتيات ومتحكمات لكل ألعاب الحاسب طبقا لمعايير مسبقة وشاملة، ليحصل كل اللاعبين علي تجربة ثابتة مهما اختلف الزمن والعتاد.

ولكل هذه الأسباب استحقت المكتبة مكانتها عن جدارة ، كمنصة جامعة شاملة ومعيارية لكل ألعاب الحاسب ، منصة وحدت الزمان (وقت اللعب) والمكان (عتاد اللعب) و الحدث (تقنيات اللعب) ، في سياق واضح ، مكن العاب الحاسب من التمدد أفقيا بسهولة ، محققة انتشارا يفوق انتشار ألعاب المنصات المنزلية أضعافا مضاعفة.
DirectX

وعلي الرغم من مكانة المكتبة التي استمرت لا تتزحزح ، لأكثر من 18 عاما ، الا أن الآونة الأخيرة شهدت تحديا واضحا لهيبة هذه المكانة ، ولم يكن هذا من أحد ، الا من مصنعي العتاد أنفسهم!

برز الأمر الي السطح عندما بدأت AMD في انتقاد المكتبة علنا في تصريحات صحفية ، مع مطلع الاصدار الحادي العشر من المكتبة ، متهمة اياها باعاقة أداء البطاقات الرسومية ، وطارحة ضرورة ايجاد بديل ، فيما بعد قامت الشركة بتخفيف حدة التصريحات بعض الشئ حتي لا يساء فهمها ، لكن الفكرة التصقت في اذهان الجميع : أن AMD لا تبدو راضية عن أداء DirectX الحالي ، وربما هي تبحث عن بديل بالفعل.

لكن المثير للدهشة أن الضربة الأولي المباشرة التي وجهت للمكتبة لم تأت من AMD ، ولا حتي من NVIDIA ، بل أتت من آخر كيان يتوقعه أحد : Intel !

منذ بضعة أعوام ، لم تكن Intel تهتم الا بتوفير الحد الأدني من التقينات الرسومية ، لم تكن تهتم لا بقوة العتاد الرسومي ولا حتي بدعم DirectX .. فقط ما يكفي لتشغيل الشاشة وبعض الألعاب البدائية ، ودائما ما كانت تتخلف في دعم المكتبة باصدار أو اصدارين عن NVIDIA و AMD.

ثم بدأت الشركة في الاهتمام بمعالجاتها الرسومية المدمجة في معالجات Core i المركزية، وطفقت تستخدم عتادا أقوي ، وأحدث الاصدارات من المكتبة ، حتي صارت علي مستوي مماثل لبطاقات المنافسين الدنيا، ثم لم تكتفي بهذا بل قامت بأبحاثها الخاصة عن قيود ومشكلات المكتبة وكيفية تطويرها.

واكتمل حهد Intel الدئوب في النصف الأول من عام 2013، عندما طورت وسيلة رسومية جديدة لمحاكاة مؤثرات الدخان الرسومية ، وسيلة ترسم الدخان بدقة أفضل وبظلال أكثر احكاما ، وبأداء أعلي بكثير من الوسائل المتاحة في مكتبة DirectX . التي ظلت لأعوام طويلة تعاني من قصور شديد في رسم الدخان والضباب بظلال وشفافية جيدة.

كانت المشكلة أن هذه الوسيلة الجديدة تقع خارج نطاق المكتبة بالكامل ، بل تقع خارج نطاق العتاد الرسومي المعتاد الذي تدعمه المكتبة، وتطلب هذا من Intel ان تضيف الي معالجاتها الرسومية المدمجة عتادا اضافيا فريدا لا يعمل تحت امرة المكتبة، تقول Intel أنها طلبت من Microsoft أن تدمج طريقتها الجديدة ضمن المواصفات القياسية للمكتبة ، لكن هذا لم يحدث لسبب ما ، فاضطرت Intel الي بناء البنية التحتية المناسبة لعمل تقنيتها الجديدة . غير عابئة بأي شئ آخر.

ولم تكذب الشركة خبرا ، فسرعان ما دمجت وسيلتها الجديدة في لعبة السباقات الشهيرة GRID 2 ، مما مكن اللعبة من استغلالها في رسم الدخان و ظلاله بشكل أفضل وبأداء أسرع ، لكن علي عتاد Intel فقط ! والمكون (حتي الآن) من مجموعة هزيلة العدد من المعالجات الدنيا المدمجة!

 GRID-2-Intel
صورة لاعدادات Intel الحصرية في لعبة GRID 2 ، الاعداد الأول Advanced Blending يختص بتحسين شفافية الدخان والضباب مع استخدام مساحة أقل من الذاكرة ، الاعداد الثاني Smoke Shadows يختص باضافة ظلال ذاتية علي كتل الدخان.

وبعيدا عن كون ما فعلته Intel شيئا سخيقا وغير منطقي ، كون أن تقنيتها الجديدة لن تفيد أحدا الا ملاك فئات محدودة من بطاقاتها الضعيقة أصلا، وحتي هؤلاء لن يستطيعوا رؤية اللعبة بالشكل الصحيح لعدم تمكن عتاد تلك البطاقات من تشغيل اللعبة بكل قدراتها الرسومية .. وبعيدا عن كون هذه التقنية الجديدة ممكنة من خلال مكتبة DirectX بالفعل ، حتي ولو كانت بتكلفة استهلاك للمعالج والذاكرة أعلي .. بعيدا عن كل هذا ، فان ما فعلته Intel يظهر بوضوح رغبة الشركة في التمرد علي قيود مكتبة DirectX التقليدية، حتي لو تطلب الأمر الذهاب الي حد اللامعقولية في تطبيق هذا التمرد.

لكن الحقيقة أن ما فعلته Intel هو بمثابة حبة رمل ، الي جانب ما فعلته AMD.

1 2 3الصفحة التالية

محمد عبد الحميد

محمد عبد الحميد .. 25 سنة ..
زر الذهاب إلى الأعلى