كيف تختار المساعد الصوتي الذكي

لا مانع طبعاً من أن تختاروا مكبّر صوت ذكياً بناء على الصوت أو السعر. ويمكنكم أن تجدوا هذا النوع من الأجهزة والذي يصلح كهدية رائعة لدى Amazon، و Apple، و Google بتجهيزات صوتية أفضل، وشاشة جديدة للمس.
ولكنّكم هنا لا تبتاعون صندوق موسيقى متكلّماً، أي مخصصاً للمتعة فقط كما يقول الخبراء، إذ يعمل كلّ من مساعد Google، و Alexa، و Siri، على ضبط مقياس الحرارة، وملء إطار الصور، وحتى إعداد الفيشار في الميكرويف. ولكلّ واحد من أجهزة المساعد الصوتي الذكية هذه طرقه الخاصة في إدارة المنزل، وعليكم أنتم أن تختاروا ما يناسبكم منها.

ذكاء متنوع
يخطط واحد من كلّ 10 أميركيين لشراء مساعد صوتي ذكي حسب جمعية تكنولوجيا المستهلك. وتقول Amazon إنّ مكبّر Echo Dot من علامتها التجارية هو الجهاز الأفضل مبيعاً في هذا المجال.

اختلاف الذكاء. خلال الاختبارات التي وضعت المساعدات الثلاثة Amazon Echo و Google Home و Apple HomePod جنباً إلى جنب في صالون أحد المنازل تبدو الحالة “وكأن الجنّ يتأهب للانطلاق لإدارة المنزل من زجاجات تقنية متطورة”. وقد توصل خبراء إلى أن Alexa هي الأسهل استخداماً، ومساعد Google مخصص للذكاء، و Siri للأمن.

ولكنّ توسّع Amazon القوي يدفع بعض الخبراء وضع مساعد أليكسا في طليعة توصياتهم، يليه مساعد Google الذي يقدّم لكم الميزات نفسها، ومن ثمّ مساعد Siri الصوتي الأصلي المدعوم بتركيز Apple على الخصوصية التي انهارت أخيراً في هواتفها المتطورة.

يبني لكم المساعد الصوتي الذكي المنزل الذكي الذي لم تدركوا يوماً حاجتكم إليه. ففي داخل هذا الجهاز الصوتي، حاسب محوري يتعاون مع تطبيقات الهواتف الذكية للاتصال بمختلف الأجهزة والخدمات والتحكم بها. اليوم، يمكنكم بفضل المساعد وأدوات الاتصال الصحيحة، أن تتجوّلوا في الغرفة وتشغّلوا الأضواء دون لمس زرّ واحد، أو أن تتحكّموا بالتلفاز دون آلة تحكّم. تبيع شركة Amazon مثلاً جهاز ميكرويف يعمل بواسطة Alexa على طهي ومراقبة الفيشار وإعداد مرّة ثانية.

اختراقات ومحدودية الذكاء. ولكنّ أجهزة المساعدة الذكية يمكن أن تشكّل أحصنة طروادة بالنسبة لمجموعة معينة من الأجهزة والخدمات التي تفضّل شركات دون أخرى. ولكلّ ذكاء صناعي ضوابطه، الأمر الذي يؤدي إلى تفاوت مهارات ودرجات فهم المساعدات الذكية. Google مثلاً يسيء فهم لهجات سكان الجنوب، بينما يسيء Alexa فهم سكان مناطق الغرب الوسطى الأميركية.

إذن، كيف تعثرون على المساعد الذكي المناسب لكم؟ إليكم ميزات كلّ واحد منها.

مساعد Amazon

  • عدد الأجهزة المنزلية الذكية التي تدعم Alexa: نحو 20.000
  • من يفضّل Alexa: العائلات التي تشتري الكثير من منتجات أمازون وتختبر أدوات اتصال جديدة دائماً.
  • الإيجابيات: تتقن Alexa تشغيل غالبية الأجهزة، وذلك بفضل براعة أمازون المطلقة في التعامل مع الجهات التجارية الأخرى. الأشياء الوحيدة التي قد تفشل في تشغيلها في المنزل هي التطبيق الذي يتحكّم بباب مرآب المنزل وبعض ميزات التلفاز. نجحت أمازون أيضاً في توسيع دائرة الأجهزة التي تتصل بمساعدها الذكي، إذ تجدون ميكروفون وصوت Alexa مدمجين في أكثر من 100 جهاز لا تنتمي إلى عائلة أمازون. وأعلنت الشركة أخيراً عن خطط لتزويد صنّاع الأجهزة برقاقة تتيح لمستخدمي Alexa تشغيل أشياء غير المكلفة في حياتهم اليومية عبر الأوامر الصوتية من مقابس الجدران إلى المراوح.

أتقنت Alexa أيضاً بعضاً من تفاصيل الحياة المنزلية اليومية، فهي تبادر فوراً إلى إطفاء الأضواء دون أن تضطركم إلى تكرار الأمر.

  • السلبيات: تزداد Alexa ذكاء كلّ أسبوع، ولكنّها قد تكون شديدة الدقة فيما يتعلّق بجمل محددة. كما أن علاقتها بالهاتف الذكي، أي أهمّ جهاز يستخدمه الناس اليوم، ليست متينة. فقد دعّم أمازون Alexa بتطبيق مخصص للهواتف، يسهّل عليكم التواصل مع عاداتكم المنزلية الذكية وضبطها، ولكن هذا الأمر لا يزال مربكاً.
  • قلة الخصوصية. من جهة أخرى، لا تهتم أمازون كثيراً بخصوصية زبائنها. في الربيع الفائت، عندما سجّلت Alexa دون قصد حديثاً عائلياً خاصاً وأرسلته لأحد معارف العائلة، اكتفت الشركة بوصف الحادثة بالـخطأ الصغير. تسجّل Alexa وتحتفظ بكلّ حديث تجرونه مع الذكاء الصناعي، وحتى طلباتكم في كلّ مرّة تطلبون منها إعداد كيس فيشار. (تقول أمازون إنّها لا تستخدم استفسارات مستخدميها لتبيعهم أشياء وإنها تكتفي بتقديم توصياتها بناء على أبحاث المستهلك عن المنتجات والأغاني).

يحبّ البعض قدرة Alexa على طلب المنتجات صوتياً، ولكن طالما أنّ Alexa تدير منزلكم، ستكونون مجبرين دائماً على طلب حاجياتكم من أمازون. (ذاك الميكروويف الذي يمكنه أن يعدّ الفيشار صوتياً لا يمكنكم الحصول عليه إلا من أمازون)، حتى أنّ الجيل المقبل من الأجهزة المجهّزة برقاقة Alexa ستحبسكم في عالم أمازون إلى الأبد.

مساعد Google

  • الأجهزة المنزلية الذكية التي تدعم مساعد Google: نحو 10.000
  • من يفضّله: الأشخاص الذين يستخدمون خدمات Google.
  • الإيجابيات: يعتبر مساعد Google الأقرب من حيث التحادث مع مساعد بشري حقيقي. إذ إنكم لستم مضطرين لاستخدام لغة محددة لإتمام أي أمر أو الحصول على إجابات مفيدة. كما أنّ ذكاءه يميل إلى بعض الفردية التي تبرز في تمييزه بين أصوات أفراد العائلة. وعلى جهاز Home Hub الجديد المجهّز بشاشة، ينظّم مساعد Google عرضاً لأهمّ المناسبات من مجموعة Google Photos. صحيح أنّ حاملي هواتف أندرويد هم الأكثر استخداماً لخدمات Google الصديقة للمساعد الذكي، ولكنّ هذا الأخير غير معني بنوع الهاتف الذي تستخدمونه لأنّ تطبيقاته المرافقة تعمل على نظامي iOS وأندرويد.

وتجدر الإشارة إلى أنّ مساعد Google يوازي Alexa مهارة في كثير من الفروق البسيطة: إذ يعمل وضع الليل فيه على تخفيف مستوى الاستجابات ليلاً.

  • السلبيات: كلاعب جديد نسبياً في عالم المنازل الذكية، يمكن القول إنّ Google يتقدّم بسرعة. ولكن في بعض المنازل، يبقى عاجزاً عن التحكّم الكامل بتطبيق Ring لجرس الباب أو إرسال الموسيقى إلى المكبرات الصوتية الخاصة من Sonos، فضلاً عن أنه يبدو غير مقنع بكونه سيتفوق على أمازون في تأثيره لضمّ الجيل المقبل من الأجهزة القابلة للاتصال عبر الإنترنت.
  • الخصوصية. والمشكلة الأكبر هي الخصوصية، حيث إن هدف Google الأكبر هو دفعكم إلى إمضاء المزيد من الوقت في استخدام خدماتها، حتى تتمكن من جمع المزيد من البيانات وتوجيه الإعلانات. وكما Alexa، يسجّل مساعد Google استفسارات مستخدميه بشكل متواصل، حتى في كلّ مرة تطلبون فيها إطفاء الأضواء. تستفيد Google من هذا النوع من البيانات، كتاريخ البحث على الشبكة، وتستخدمها لتوجيه الإعلانات في أماكن أخرى… ولكنّ الجانب الإيجابي المحتمل لهذه المشكلة هي أنّ اكتشاف مساعد Google لجميع عاداتكم عبر هذه البيانات، سيساعده على إدارة منزلكم آلياً بشكل أفضل، لمعرفة الوقت المناسب الذي يجب أن تطفأ فيه الأضواء.

مساعد Apple

  • الأجهزة المنزلية الذكية التي تدعمه: المئات
  • من يفضله: مهووسو الخصوصية (التي تدهورت أخيراً) ومستخدمو منتجات Apple.
  • الإيجابيات: تركّز آبل في أعمالها كثيراً على موضوع الأمن والخصوصية. إذ إنّ أي جهاز يرغب في الاتصال بـ Home Kit، برنامجها الخاص للمنازل الذكية الذي يعمل مع Siri على جهاز HomePod و iPhone، يتطلّب تشفيراً خاصاً.

والأفضل من ذلك هو أنّ بياناتكم ليست متصلة بملف شخصي، أي أنّ آبل، وإلى جانب حمايتها لخصوصيتكم، لا تستخدم نشاطكم في المنزل لبيع أو ترويج السلع. (ففي الوقت الذي تحتفظ فيه المساعدات الصوتية الذكية الأخرى بتسجيلات ونصوص لما تقولونه، يتحكّم Siri بالأجهزة من خلال طلب يوجهه إلى نظامه عبر معرّف عشوائي لا يمكن ربطه بمستخدم معيّن). كما أنّ آبل بارعة في الحفاظ على بساطة المنزل الذكي، إذ يكفي لضبط جهاز ذكي في المنزل أن تستخدموا رمزاً واحداً خاصاً؛ وحتى أن أعداد هذه المهام اليومية، الذي يتمّ عبر دمج عدة إكسسوارات بأمر صوتي واحد، أسهل مع تطبيق Home المصاحب لـ Siri مما هو عليه مع المنافسين.

  • السلبيات: للحصول على جميع هذه الفوائد، عليكم أن تعيشوا في عالم من أجهزة آبل. يعمل مكبّر Siri كمنسّق موسيقى رائع، ولكن فقط في حال اشتركتم بخدمة Apple Music. أنتم مجبرون أيضاً على استخدام HomePod كمكبر صوت لإتمام جميع المهام المطلوبة منه، إلّا أنّ Siri لا يرقى إلى مستوى منافسيه على صعيد الذكاء الصناعي.

وتجدر الإشارة إلى أنّ تركيز آبل وحرصها على الخصوصية أبعد الكثير من صانعي الأجهزة الإلكترونية عن بيئتها. صحيح أنّ الأفضل مرتبط دائماً بالنوعية وليس بالكمية، ولكنّ Siri لا يزال عاجزاً عن التفاعل مع مقياس الحرارة Nest وتطبيق Ring لقرع الباب، وغيرهما الكثير من المنتجات التي تعاني من المشكلة نفسها. وقد عمدت آبل أخيراً إلى تقديم تنازل طفيف: فقد بدأت تعاوناً يتيح تحكم Nest بمقبس Belkin WeMo الذكي و Dimmer، اللذين ما عادا يتطلّبان أداة تقنية خاصة أو مصادقة، بل باتا يعملان مع برنامج آبل الرقمي. يفترض بهذه الخطوة أن تسهلّ صناعة منتجات جديدة تتوافق مع Siri، وأن يتيح للأخير الاندماج مع كثير من المنتجات المتوفرة حالياً.

والان اي مساعد صوتي ستختارون؟ ودائما تذكر ان الاختيار الافضل والمناسب لك يكون مبنى على احتياجاتك وتفضيلاتك انت.

زر الذهاب إلى الأعلى