نظام التشغيل “ويندوز 8” قادم لكل الاجهزة

مع تطور نظم التشغيل، خصوصا في الأجهزة اللوحية، والتقبل المتزايد لنظام التشغيل “Mac OS”، والجيش الكبير الذي يدعم نظام “Linux”، والترقب الكبير لنظام “Chrome” المقبل من “جوجل”، فإن نظام التشغيل “ويندوز” ليس في موقف مريح، خصوصا بعدما نفرت الجماهير من إصدار «ويندوز فيستا»، الأمر الذي أصلحته الشركة في إصدار “ويندوز 7”. وتحتاج “مايكروسوفت” لإصدار نظام تشغيل ينافس الأجهزة اللوحية، ويقنع أصحاب الكومبيوترات الشخصية بأهمية الترقية من إصدار «ويندوز 7».

وستطرح “مايكروسوفت” إصدارها الجديد “ويندوز 8” (اسم غير نهائي) الذي يمكن تلخيصه على أنه نظام تشغيل يعمل على الكومبيوترات الشخصية والأجهزة اللوحية والهواتف الجوالة، وغيرها من الأجهزة، ويقدم واجهة تفاعل جديدة كليا، مع دعمه لمعالجات الأجهزة المحمولة.

وأكد ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي لـ”مايكروسوفت”، في منتدى “مايكروسوفت” للمبرمجين في طوكيو في شهر مايو الماضي، أن “مايكروسوفت” ستطرح نظام التشغيل الجديد عام 2012، وأننا سنشاهد كومبيوترات مكتبية ومحمولة وأجهزة لوحية تعمل بهذا النظام الجديد. إلا أن الشركة أصدرت بيانا تقول فيه إنها ستعلن عن التاريخ الرسمي لطرح نظام التشغيل في وقت لاحق. ويرجح الخبراء طرح نسخة تجريبية في ربيع 2012، ونسخة الشركات المصنعة في الصيف، ونسخة منافذ البيع في خريف العام نفسه. ولا ترى “مايكروسوفت” أن “ويندوز 8” إصدار جديد في السلسلة، بل جيل جديد من “ويندوز”. ويصف ستيف بالمر نظام التشغيل المقبل بأنه المنتج صاحب المخاطرة الأكبر الذي تراهن عليه الشركة.

واجهة تفاعل جديدة

ويستخدم النظام واجهة تفاعل جديدة كليا عن تلك المستخدمة في نظام “ويندوز 7″؛ حيث ستختفي قائمة “ابدأ”، ولن يظهر سطح المكتب، وسيستعاض عن هذه المزايا بصفائح متقاربة على شاشة جديدة شبيهة بتلك المستخدمة في نظام التشغيل “ويندوز فون 7” على الهواتف الجوالة. ويمكن العودة إلى استخدام واجهة العرض السابقة (قائمة “ابدأ” وسطح المكتب) بالنقر على صفيحة “سطح المكتب”، لكن التركيز سيكون على هذه الشاشة الجديدة. وتم تصميم واجهة العرض الجديدة المذكورة لتعمل على الشاشات العريضة بنسبة 16:9، ولن تستطيع الشاشات التي تعمل بدقة 800×1024 بيكسل استخدام سطح المكتب الكلاسيكي.

وأعلنت “مايكروسوفت” أن مواصفات الكومبيوتر المطلوبة لعمل النظام الجديد ستكون مثل أو أقل من تلك اللازمة لعمل “ويندوز 7”. وتم تسريب أحدث نسخة تجريبية من النظام الجديد في 18 يونيو من العام الحالي إلى موقع BetaArchive وبعد ذلك اصبحت النسخة التجريبية متاحة من موقع مطوري مايكروسوفت للتحميل، واستعرض أعضاء الموقع ميزة تبادل الرسائل النصية من خلال نظام التشغيل، مع وجود لوحة مفاتيح رقمية وشاشة بدء عمل جديدة، وخدمات تحديد الموقع الجغرافي، وتوفير ميزة تغيير لون النوافذ المستخدمة لتتوافق مع ألوان الخلفية المستخدمة، بالإضافة إلى القدرة على صنع نسخ محمولة من نظام التشغيل على وحدات “USB” المحمولة (اسم هذه الميزة «منطقة العمل المحمولة» Portable Workspace).

مزايا مختلفة

ويتوقع خبراء التقنية أن يساعد النظام الجديد في تسهيل التعامل مع أخبار الشبكات الاجتماعية؛ حيث سيعرض أهم تحديثات الأصدقاء في قسم واضح لا يتعارض أثناء الاستخدام، ويسهل الوصول إليه. ويمكن تمديد فعالية هذا القسم ليقوم بتجميع الأخبار من عدة مواقع وفقا لشروط المستخدم (مثل أخبار الأقارب فقط، أو أخبار الأصدقاء دون أخبار زملاء العمل، وهكذا)، مع تقديم قسم خاص بأخبار حالة رحلات الطيران لرجال الأعمال وجداول مواعيدهم وأعمالهم.

ويدعم نظام التشغيل العمل باللمس على الشاشات التي تدعم ذلك، مع استمرار دعمه للوحة المفاتيح والفأرة. ويمكن للمستخدم اختيار آلية التفاعل المفضلة، مثل الكاميرا أو اللمس، وتعديل ذلك في أي وقت يريده أو وفقا للحاجة. ومن المرجح ظهور برامج تستخدم هجينا من آليات التفاعل المختلفة لتسهيل أداء العمل أو تقديم برامج إبداعية جديدة، مثل التفاعل مع الجهاز باللمس والصوت والإيماء.

ويتوقع الكثير من المحللين قدرة نظام التشغيل المقبل على تشغيل ملفات الوسائط المتعددة من أجهزة بعيدة، سواء عبر الإنترنت أو الشبكات المنزلية السلكية أو اللاسلكية. هذا ويدعم النظام عرض شاشة الكومبيوتر على أجهزة بعيدة بشكل لا سلكي، مع دعم للمزيد من تقنيات ترميز عروض الفيديو Codec، خصوصا العروض التجسيمية والعروض عالية الدقة المختلفة، مع تسهيل دعم المزيد من التقنيات. وسيستطيع النظام أيضا تطبيق تقنيات منع اهتزاز يد المستخدم، وغيرها من المؤثرات الخاصة، لدى تشغيل العروض التي سجلها المستخدم، الأمر الذي يعني الحصول على جودة عرض أعلى.

وستقدم الشركة مجموعة من الأدوات من شأنها تسهيل صيانة كومبيوتر المستخدم، وذلك حتى يستطيع إصلاح المشاكل من دون الحاجة إلى إعادة تثبيت النظام من نقطة الصفر. وفي حال حاجة المستخدم لإعادة تثبيت النظام، توجد ميزة تسمح بإعادة النظام إلى حالته التي كان عليها لدى شراء الكومبيوتر، لكن مع الحفاظ على الملفات الشخصية للمستخدم وخياراته في النظام، وحفظ حسابات المستخدمين، مع وجود شائعات تقول إن هذه العملية لن تحتاج إلى وجود القرص الليزري لنظام التشغيل أو إلى مساحة كبيرة على القرص الصلب، وستستغرق العملية نحو الدقيقتين.

هذا، ويطور النظام ميزة “مركز الدعم والمساعدة” Help and Support Center؛ حيث ستستطيع الاتصال بالمنتديات الرسمية للشركات المصنعة لقطع كومبيوتر المستخدم؛ وذلك لتسهيل التواصل مع الدعم الفني للشركات وحل المشاكل المختلفة. وسيعرض النظام قائمة بأسماء البرامج التي تخفض من مستوى أداء النظام أو تلك التي تقوم بتحميل كم كبير من المعلومات من أو إلى الإنترنت.

بالنسبة للحوسبة السحابية، فسيستطيع النظام تشغيل برامج الإنترنت، وكأنها برامج تابعة لنظام التشغيل، وليس للمتصفح، الأمر الذي يعني توفير مزايا نظام التشغيل لبرامج وخدمات الإنترنت، وبالتالي منافسة نظام التشغيل “Chrome OS” بشكل مباشر. ويمكن تصوير هذه الحالة ببرامج تعمل في داخل كومبيوتر المستخدم من خلال المتصفح، وبكامل المزايا، لكنها ليست محفوظة على جهازه (وبالتالي توفير المساحة التخزينية). ويمكن أيضا نقل خصائص البرامج من كومبيوتر إلى آخر بسهولة، أو بعد إعادة تثبيت النظام مرة أخرى.

سرعة عمل كبيرة

ووفقا لوثائق من “منتدى بيئة ويندوز” Windows Ecosystem Forum، فسيبدأ نظام التشغيل الجديد عمله أسرع من “ويندوز 7″، وفي أقل من ثانية واحدة من طور الانتظار، خصوصا أن النظام سيسجل معلومات حول البرامج المستخدمة بشكل متكرر، وسيختار لدى بدء عمله المرة المقبلة عدم تشغيل الملفات الأساسية للبرامج غير المستخدمة بشكل متكرر. وبالنسبة لإيقاف عمل النظام، تأمل الشركة أن تستطيع حفظ معلومات جميع الملفات المفتوحة في خلال 3 إلى 6 ثوان؛ حيث لن يحفظ النظام نسخة كاملة من حالة الذاكرة على القرص الصلب ويعيد تلك النسخة الضخمة إلى الذاكرة بعد تشغيل الجهاز، بل معلومات متعلقة بالملفات (مثل الاسم، وملفات التعريف الخاصة بها، والخدمات التي تحتاجها، وملفات “ويندوز” الداخلية المرتبطة، وغيرها) التي يجب فتحها لدى بدء العمل، أي معلومات أصغر بكثير، وبالتالي الحصول على سرعة أكبر.

أما إن كنت تود الاستماع إلى موسيقاك الموجودة على قرص ليزري، أو وحدة “USB” متصلة بالكومبيوتر المتوقف عن العمل، فعلى الأغلب أنك تود القيام بذلك فورا، ولا تود انتظار بدء عمل النظام؛ لذلك تقدم “مايكروسوفت” تقنية سمتها “التجربة المباشرة” Direct Experience تشغل برنامج Windows Media Player أو  Media Center فورا. ومن المرجح أن يرتبط ذلك ببدء عمل نظام تشغيل مصغر هو “ويندوز سي إي” Windows CE المستخدم في أجهزة الترفيه المنزلية، الذي يبدأ عمله بسرعة كبيرة، أي أن “ويندوز 8” قد يحتوي على نظم تشغيل مصغرة متخصصة تعمل وفقا للحاجة، وذلك لتسريع تقديم الخدمات للمستخدم. ومن الممكن تطبيق ذلك على عروض الفيديو ومشاهدة التلفزيون المتصل بالكومبيوتر، وغير ذلك. وقد تستخدم “مايكروسوفت” التشغيل الافتراضي Virtualization بين هذه النظم لتسهيل تبادل المعلومات، وعدم تأثرها أو انقطاعها أثناء عمل البرامج الأخرى.

وتحتاج تقنية “التجربة المباشرة” إلى تقنية تسمى “هايبر – في” Hyper – V، التي يمكن تلخيصها على أنها عبارة عن طبقة رقيقة من نظام التشغيل، تجلس أسفل “ويندوز” وتشرف على عملية التشغيل الافتراضي للنظم المختلفة. وبناء على ذلك، فمن الممكن “نظريا” حفظ، أو تحميل، نسخ كاملة من قرص صلب يحتوي على نظام تشغيل ما، والسماح لـ”هايبر – في” بقراءة تلك الصورة وتشغيلها من داخل كومبيوتر المستخدم. وتساعد هذه العملية من الجانب التقني في “تقطيع” نظام التشغيل إلى وحدات مختلفة، وفصل الوحدات الأمنية، وتحديثها، بشكل مستقل عن وحدات تشغيل البرامج، الأمر الذي سيزيد من مرونة وسهولة وسرعة الاستخدام.

ترشيد استهلاك الطاقة

وقد يهدد النظام الجديد الأجهزة اللوحية التي تعمل بنظم تشغيل أخرى؛ حيث سيصبح الفرق بين الكومبيوتر المحمول والجهاز اللوحي محصورا في الحجم، وليس في الأداء أو السرعة. وتقديم نظام “ويندوز 8” على الأجهزة المحمولة التي تعمل بمعالجات “آرم” ARM يعني الحصول على عمر بطارية أكبر؛ نظرا لأن المعالجات تستخدم طاقة أقل، ونظام التشغيل هذا مطور لطلب أقل قدر ممكن من العمليات من المعالج.

وبالحديث عن المعالجات، سيستخدم النظام الجديد معالجات بطاقات الرسومات لإتمام أعماله المرتبطة بالوسائط المتعددة، خصوصا الصوتيات؛ ذلك أن هذه العملية تستخدم طاقة أقل من المعالج الرئيسي، إلا في حال اختيار المستخدم الحصول على أداء أفضل على حساب عمر البطارية (كما هو الحال في الكومبيوترات المكتبية أو المحمولة المتصلة دائما بالكهرباء). ويرجح بعض خبراء التقنية استخدام الكاميرات الرقمية (أو ملحقات شبيهة بملحق “Kinect” على جهاز “Xbox 360”) لمراقبة عين المستخدم، وظيفتها إيقاف الشاشة عن العمل (أو خفض شدة سطوعها) في حال ابتعاد المستخدم عن الكومبيوتر أو النظر بعيدا، وذلك لتوفير الطاقة أيضا.

ومن المرجح أن يوقف نظام التشغيل عمل بطاقات PCI الداخلية في حال عدم استخدامها، مثل بطاقات الصوتيات والمآخذ الإضافية، وغيرها، لكن هذا الأمر يتطلب تطوير تعاريف Drivers جديدة من الشركات المصنعة تسمح لنظام التشغيل بالقيام بذلك.

اختلاف المعالجات

وعلى الرغم من أن نظام التشغيل سيدعم معالج “ARM” (تستخدم هذه المعالجات في غالبية الأجهزة المحمولة التي تعمل بالبطاريات، من بينها الهواتف الجوالة ومشغلات الموسيقى وأجهزة الألعاب الإلكترونية المحمولة)، بالإضافة إلى دعمه الحالي لمعالجات “INTEL” و”AMD”، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن البرامج المصممة للعمل على معالجات “إنتل” و”إيه إم دي” لن تعمل بالضرورة على معالجات “آرم”، على الرغم من أن نظام التشغيل هو نفسه، ولن تستطيع في الغالب هذه المعالجات دعم عمل الوحدات الافتراضية.

يمكنك مكن متابعة المزيد من المعلومات حول نظام التشغيل «ويندوز 8» من خلال مدونة الشركة الخاصة بالنظام: http://blogs.msdn.com/b/b8.

httpvh://www.youtube.com/watch?v=p92QfWOw88I

زر الذهاب إلى الأعلى