2014.. ثورة الأجهزة المحمولة

mobile_devices_art

يمكن اعتبار عام 2014 واحدا من أكثر الأعوام أهمية على الصعيد التقني، إذ تم فيه الاستحواذ على عدد من الشركات التقنية المعروفة، وتطورت التقنيات القابلة للارتداء فيه بشكل كبير، مع إطلاق هواتف جوالة وأجهزة لوحية مبتكرة مصحوبة بنظم تشغيل متقدمة. وتمت مداهمة واحد من أكبر مواقع مشاركة الملفات المقرصنة بعد سنوات طويلة من التحقيقات، وأرسلت فيه أول تغريدة “من الفضاء” إلى حساب في “تويتر”، مع إطلاق معالجات ثورية للحواسيب المحمولة والأجهزة الجوالة تعمل من دون مراوح للتبريد. وبدأت شاشات الهواتف الجوالة ذات الدقة الفائقة بالانتشار، مع إطلاق عدة هواتف وساعات ذكية بشاشات منحنية.

أجهزة جوالة ذكية

أطلقت آبل هاتفي “iPhone 6” و “iPhone 6 Plus” اللذين يقدمان شاشات أكبر من السابق وكاميرات أفضل وتصميما ذا أطراف منحنية ومعالجا يعمل بسرعة أعلى من قبل. ولكن طموحات الشركة واجهت مشاكل في جهاز “iPhone 6 Plus” بالتحديد، إذ اكتشف بعض المستخدمين أنه ينحني بشكل دائم لدى وضعه بالجيب والجلوس لفترة، نظرا لحجمه الكبير واستخدام مادة الألمنيوم القابلة للثني. وطرحت الشركة كذلك جهازي “iPad Air 2” و “iPad Mini 3″، حيث يقدم الأول شاشة عالية الدقة وكاميرا أفضل من السابق، بينما يقدم الثاني مستشعرا للبصمات وبطارية أفضل ومستويات أداء أعلى من السابق.

وكشفت الشركة أيضا عن أنها ستطلق ساعتها الذكية “Apple Watch” بداية العام المقبل، مع إطلاق وحدة برمجية اسمها “عدة الساعة” تستهدف المبرمجين وتسمح لهم بالبدء بتطوير التطبيقات للساعة الذكية قبل إطلاقها، الأمر الذي من شأنه توفير مجموعة كبيرة من التطبيقات فور وصول الساعة إلى الأسواق، الأمر الذي عانت منه الساعات الذكية الأخرى. هذا، ويمكن استخدام الساعة الذكية الجديدة كأداة للتحكم عن بعد بجهاز “Apple TV” المتصل بالتلفزيون. وقدمت آبل كذلك آلية دفع إلكتروني باسم “Apple PAY”، تربط جميع البطاقات الائتمانية للمستخدم مع هاتفه الذكي فقط، لإصداري “iPhone 6” و “iPhone 6 Plus”، للدفع في متاجر الولايات المتحدة الأميركية حاليا. وترى الشركة أن هذه الآلية أكثر أمانا من الدفع باستخدام الطريقة التقليدية الخاصة بالبطاقات الائتمانية، حيث تستخدم تقنية الدفع من خلال المجال القريبة NFC لنقل البيانات إلى نقاط البيع، مع التأكد من هوية المستخدم باستخدام تقنية التعرف على البصمة الموجودة في الهاتف، مع استخدام تقنيات الترميز (التشفير) في هذه الآلية لضمان سرية بيانات المستخدم.

وأنهت مايكروسوفت صفقة استحواذها على قسم التقنيات الجوالة في نوكيا في أبريل المنصرم لقاء 7.2 مليار دولار أميركي، والذي تحصل من خلال مايكروسوفت على حقوق استخدام تقنيات نوكيا في قطاع الهواتف الجوالة والأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت (أجهزة “Lumia” و”Asha” و”X”) لتعزيز وتطوير أجهزة مايكروسوفت التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز فون. ولكن نوكيا فاجأت الجميع في نوفمبر الماضي بالإعلان عن جهاز لوحي اسمه “N1” يعمل بنظام التشغيل آندرويد، ومن دون مخالفة شروط الصفقة مع مايكروسوفت، إذ إن الجهاز الجديد لا يتصل بالإنترنت من خلال شريحة اتصالات على الإطلاق. ولاقت هذه الخطة ترحيبا كبيرا بين محبي التقنية، نظرا لجودة أجهزة نوكيا وسلاسة عمل آندرويد.

وطرحت سامسونج جهاز “Galaxy Note 4” الذي يتميز بشاشة كبيرة فائقة الدقة ومواصفات تقنية متقدمة وقلم رقمي لاستخدام الهاتف بطرق كثيرة، مع إطلاق إصدار خاص اسمه “Galaxy Note Edge” يقدم شاشة جانبية متصلة بالشاشة الرئيسية. وكانت الشركة قد أطلقت هاتف “Galaxy S5” في وقت سابق من العام الحالي، الذي لاقى مبيعات متوسطة بسبب عدم اقتناع المستخدمين بوجود مزايا تستحق الترقية من هاتف “Galaxy S4”. وطرحت كذلك جهاز “Galaxy Tab S” اللوحي الذي يتميز بشاشة ذات دقة عالية وألوان مبهرة جدا مقارنة بالأجهزة اللوحية الأخرى، مع تقديم مجموعة من المزايا البرمجية الحصرية في تصميم خفيف الوزن ومنخفض السماكة، وقدرات تقنية متقدمة لتسهيل تنفيذ الأعمال المتعددة.

وكشفت الشركة أيضا عن ساعات “Galaxy Gear 2” و”Gear 2 Neo”، وساعة “Gear Fit” التي تعتبر أول ساعة في العالم تعمل بشاشة “Super AMOLED” منحنية تقدم شاشة بقطر 1.84 بوصة وتتميز عن بقية الساعات الذكية بأنها مزودة بمستشعر لمراقبة دقات القلب وتنقل بيانات ممارسة الرياضة إلى تطبيق خاص. وأطلقت كذلك ساعة “Galaxy Gear S” التي تتميز بتقديم زجاج منحن عالي الوضوح يأخذ شكل معصم المستخدم، وتستطيع الاتصال بشبكات الاتصالات اللاسلكية بشكل منفصل عن الهاتف (من خلال شريحة مدمجة)، أو الاتصال اللاسلكي بهاتف المستخدم واستخدام قدراته المعززة للحصول على المزيد من القدرات.

وأطلقت مايكروسوفت جهاز “Surface Pro 3″ اللوحي الذي ينافس أجهزة «آيباد» وكومبيوترات «ألترابوك»، نظرا لقدرته على التحول من جهاز لوحي إلى كومبيوتر محمول بوصله بلوحه مفاتيح خاصة، مع طرح HTC لهاتف One M8” الذي يستخدم كاميرا أمامية وكاميرتين خلفيتين لتسجيل بعد الأجسام عن الهاتف وإضافة المؤثرات البصرية المختلفة التي تعتمد على ذلك. وكشفت HTC كذلك عن كاميرا “RE” التي تعتبر أداة للتصوير من دون استخدام عين فاحصة لمعاينة الصورة قبل التقاطها، وتستهدف جميع أفراد العائلة لتصوير اللحظات بسهولة عوضا عن استخدام كاميرا الهاتف الجوال.

من جهتها أطلقت Balckberry هاتف “Balckberry Classic” في الكثير من الأسواق العالمية، والذي يقدم تصميما شبيها بهاتفها “Bold” ولكن مع تطويره وتحديث مواصفاته التقنية. وأطلقت الشركة كذلك هاتف “Passport” ذا الشاشة المربعة الكبيرة الذي يستهدف رجال الأعمال والمدونين بسبب تقديمه مساحة كبيرة على الشاشة ولوحة مفاتيح بأزرار ملموسة، بينما أطلقت Amazon هاتف “Fire” الجديد الذي يعتبر أول هاتف ذكي لها يعرض الصورة بالأبعاد الـ3 عن طريق الكاميرات الـ4 منخفضة الطاقة ومصابيح “LED” الـ4 بالأشعة تحت الحمراء.

ولوحظ تزايد إصدار الهواتف التي تعمل بشاشة فائقة الأداء (مثل “Google Nexus 6″ و”LG G3″ و”Galaxy Note 4″ و”Galaxy Note Edge” و”Galaxy S5″ و”Lenovo Vibe Z2 Pro” و”Motorola Droid Turbo” و”OPPO Find 7″)، مع اختبار بعض الشركات للشاشات المنحنية في الهواتف الذكية، مثل “Galaxy Note Edge” و”LG G Flex”.

عام تويتر

وكان هذا العام مميزا وسيدون في التاريخ على أنه العام الذي أرسلت فيه أول تغريدة تويتر من الفضاء الخارجي من حساب الروبوت @Philae2014 بعد إطلاقه من سفينة الفضاء الأوروبية وهبوطه على سطح مذنب “67 بي – تشريوموف – جيراسييمنكو”. وبالحديث عن تويتر، أعيد نشر صورة المذيعة “ألين دي جينيريس” مع نجوم هوليوود في حفل الأوسكار أكثر من 3 ملايين مرة في تويتر، مما جعلها أكثر رسالة تم مشاركتها في هذه الشبكة. ويذلك هذا الأمر على الشعبية المتزايدة للصور الذاتية “Selfie”، إذ إنه اعتبارا من أول يناير (كانون الثاني) 2014، تم استخدام وذكر كلمة “Selfie” أكثر من 92 مليون مرة في تويتر، بزيادة 500 في المائة وأكثر من 12 ضعفا مقارنة بعام 2013. حيث شارك الناس من كافة مجالات الحياة صورهم مع متابعيهم في العالم عبر تويتر. وشملت أبرز الصور الذاتية التذكارية الأخرى على تويتر كلا من لاعب كرة القدم الألماني لوكاس بودولسكي بمناسبة احتفال منتخبه بالفوز بكأس العالم لكرة القدم 2014. وأول صورة ذاتية للأميرين هاري وويليام بمناسبة احتفالهما بجوائز الملكة لشباب القادة في قصر باكينجهام. وتصدرت الرياضة فئة أبرز اللحظات في تويتر؛ فعلى مستوى العالم، شهد عام 2014 رقما قياسيا من التغريدات المرتبطة بنهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل وصلت إلى 672 مليون تغريدة.

ألعاب إلكترونية

وعلى صعيد أجهزة الألعاب الإلكترونية، تراجعت شعبية جهاز “Nintendo Wii U” بشكل ملحوظ بسبب عدم توافر ألعاب مقنعة وتوقف دعم الكثير من الشركات المطورة للألعاب للجهاز نظرا لتدني مواصفاته التقنية مقارنة بجهازي “Sony PlayStation 4″ و”Microsoft Xbox One”. وبالحديث عن هذين الجهازين، فقد ازدادت شعبيتهما بشكل كبير، مع تفوق “PlayStation 4″ في المبيعات (11.7 مليون وحدة مبيعة مقارنة بـ6.1 مليون وحدة لـ”Xbox One” و2.7 مليون وحدة لـ”Wii U” في عام 2014).

وأطلقت سوني كذلك جهاز الألعاب الصغير ومنخفض التكلفة “PlayStation TV” الجديد الذي يتصل بالتلفزيون عبر منفذ “HDMI” عالي الدقة ويسمح اللعب بالألعاب الإلكترونية إما بوضع بطاقة ذاكرة للعبة جهاز “PlayStation Vita” في جانب الجهاز، أو الاتصال بمتجر “PlayStation” الرقمي لتحميل الألعاب المتوافقة معه (ألعاب “PlayStation Vita” و”PSP” و”PlayStation 1″)، أو استئجار ألعاب “PlayStation 3” عبر الإنترنت باستخدام خدمة “PlayStation Now” السحابية.

وتعمل سوني حاليا على تطوير ملحق الواقع الافتراضي المقبل “Project Morpheus” لجهاز “PlayStation 44″، مع تطوير شبكة فيسبوك لنظارات الواقع الافتراضي “Oculus Rift”. هذا، وتعرضت شبكتا “PlayStation Network” و”Xbox Live” لاختراقات أمنية متعددة خلال العام تسببت بتسريب بيانات المستخدمين وبعض بطاقات الائتمان المستخدمة في الشبكة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول البنية التحتية لهذه الشبكات.

أمن رقمي

وانتهى العام باختراق قراصنة من كوريا الشمالية أجهزة شركة سوني للأفلام وسرقة بيانات كثيرة من بينها رسائل بريد إلكتروني داخلية وأفلام قبل عرضها، وتهديد الشركة بعدم عرض فلم «ذا إنترفيو» الساخر الذي يقوم فيه الممثلون بمحاولة اغتيال الرئيس الكوري، الأمر الذي رضخت له الشركة ودور السينما، لتعود وتتراجع عن قرارها وتعرض الفيلم. وتم كذلك إغلاق الموقع الرئيسي المسؤول عن مشاركة الملفات حول العالم “The Pirate Bay” إثر غارة من الشرطة السويدية، وهو الموقع المفضل للقراصنة لنشر الأفلام والألعاب والموسيقى المسروقة، لتظهر نسخ كثيرة منه بعد 3 أيام من توقفه عن العمل، ذلك أن القراصنة يحتفظون بنسخ من الموقع في بلدان مختلفة.

واستطاعت برمجية “Regin” الخبيثة التجسس على بيانات الحكومات والشركات والمؤسسات الكبيرة وسرقتها ورفعها إلى الإنترنت، وهي من أكثر البرمجيات الخبيثة تقدما وكفاءة من الناحية التقنية، ويمكن تخصيص آلية عملها من بين مجموعة واسعة من القدرات وفقا لطبيعة الكومبيوتر المستهدف. وتشير قدراتها وحجم الموارد التي احتاجتها إلى أنها قد تكون أداة تجسس أساسية تستخدمها بعض الدول، مستخدمة بنية تقنية معقدة شوهدت في برمجيات “Dogo” و”Stocks Net”. وتضم قائمة الجهات المستهدفة الشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية ومراكز الأبحاث، بالإضافة إلى شركات الاتصالات للنفاذ إلى المكالمات التي يتم توجيهها عبر بنيتها التحتية، مع استهداف روسيا والسعودية بشكل رئيسي.

وتعرض العالم التقني لخروق أمنية بسبب ثغرة “Heartbleed” الموجودة في الأجهزة الخادمة للحصول على البيانات الحساسة من ذاكرة الجهاز، مثل صور أو ملف مرفق أو عرض فيديو قصير أو حتى أرقام بطاقة الائتمان والرقم السري الخاص بها. إلا أن العنصر الأكثر خطورة هو قدرة القراصنة على قراءة مفتاح الترميز من الذاكرة الذي يسمح لهم بقراءة جميع البيانات المرمزة بكل سهولة، وخصوصا إن كان مفتاح الترميز لا يتغير بالنسبة للشركات، وبالتالي السماح للقراصنة بالحصول على البيانات لفترات كبيرة. واكتشف الباحثون أن هذه الثغرة موجودة في تقنية “SSL” منذ أكثر من عامين، ولا يمكن تعقب من استخدمها في السابق.

تقنيات منوعة

وأطلقت آبل نظام “iOS 8” الذي يدعم أجهزتها الجوالة ويقدم مزايا متقدمة ودعما للتقويم الهجري واللغة العربية، بالإضافة إلى قدرته على مشاركة الملفات مع الأهل وتقديم تطبيق جديد للصور وتطوير جديد لمركز التنبيهات ودعم للوحات المفاتيح الرقمية الإضافية وتقديم لغة برمجة جديدة للمطورين لتسريع العمل، وغيرها من المزايا الأخرى. وواجه النظام الجديد بعض المشاكل بعد إطلاقه تتمثل بتوقف الاتصال بشبكات الاتصالات لدى ورود رسائل نصية، ولكن الشركة تداركت الأمر وأطلقت حزمتي تحديثات لتجاوز الأمر. وأطلقت جوجل إصدارا خاصا من نظام التشغيل آندرويد يستهدف التقنيات الملبوسة التي يمكن ارتداؤها اسمه “Android Wear”، ويقدم الأدوات اللازمة لعمل الأجهزة الصغيرة والتفاعل معها بسهولة وبطاقة منخفضة، مع دعم للشاشات المربعة والمستطيلة والدائرية. وتعمل الساعات التالية بنظام التشغيل هذا: “Moto 360″ و”LG G Watch” و”LG G Watch R” و”Samsung Gear Live” و”Sony SmartWatch 3″ و”Asus ZenWatch”.

وأطلقت مايكروسوفت نظام التشغيل “Windows Phone 8.1” على هواتفها الذكية الذي يقدم مزايا كثيرة ودعما لأكثر من شريحة اتصال ومعالجات مختلفة. وكشفت الشركة كذلك عن نظام التشغيل المكتبي المقبل “Windows 10” الذي يجمع أفضل مزايا نظامي “Windows 7/8″، ومن دون ذكر سبب تجاوز الإصدار رقم 9. مع تحوله ليصبح نظام تشغيل موحدا يعمل على الكومبيوترات الشخصية والأجهزة الجوالة. وأطلقت معالجات “Intel Core M” التي تعتبر الجيل الجديد من المعالجات الخاصة بالكومبيوترات المحمولة والأجهزة اللوحية لتوفير مستويات أداء عالية في تصاميم جميلة منخفضة السماكة، واستهلاك أقل للطاقة الكهربائية ودعم لتشغيل عروض الفيديو فائقة الدقة، وهي لا تستخدم مراوح لتبريدها، الأمر الذي يعني أن فترة استخدام الكومبيوتر المحمول أو الجهاز اللوحي الذي يستخدمها ستكون أكبر مما اعتاد عليه المستخدمون في السابق (تصل لنحو 8 ساعات من مشاهدة عروض الفيديو عالية الدقة، و16 ساعة بالنسبة للأجهزة اللوحية)، مع انخفاض وزنها في الوقت نفسه (بنحو النصف).

وطرحت سامسونج و LG تلفزيونات كبيرة الحجم ذات شاشات منحنية، مع استحواذ فيسبوك على تطبيق “WhatsApp” بداية العام لقاء 19 مليار دولار أميركي.

زر الذهاب إلى الأعلى