كومبيوترات محمولة بحجم وحدات “يو إس بي” الجيبية

يرى البعض أن الكومبيوتر المحمول هو قمة التقنية، حيث صممت الكثير من الدارات الإلكترونية المتطورة بحجم صغير مقارنة بالأجهزة المكتبية، بينما يرى البعض الآخر أن الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية تفوقت على الكومبيوترات المحمولة في هذا المجال، حيث إنها تقدم غالبية الخدمات الموجودة في الكومبيوترات المحمولة ولكن في حجم أصغر بكثير. ولكن الهواتف الذكية تعتبر “ديناصورا” من حيث الحجم مقارنة بما أصبح يعرف بـ”USB Computers”، وهي عبارة عن كومبيوترات متكاملة في وحدة “يو إس بي” صغيرة محمولة، ليتحول تعريف الكومبيوتر المحمول من جهاز يحمل في حقيبة على الكتف إلى جهاز في جيوب المستخدمين!

كومبيوترات صغرى

من الأجهزة الصغيرة هذه “كوتون كاندي” Cotton Candy (حلوى القطن أو غزل البنات) الذي تصنعه شركة “إف إكس آي تكنولوجيز” FXI Technologies ، الذي يستخدم معالجا ثنائي الأنوية ويعمل بنظام التشغيل “آندرويد” ويمكن وصله بأي تلفزيون عالي الدقة من خلال مأخذ “HDMI 1.4” المدمج، أو أي كومبيوتر (ماك أو إس إكس أو ويندوز) أو جهاز لوحي يحتوي على مأخذ “يو إس بي 2.0″، وذلك لاستخدام شاشة ذلك الجهاز للعمل.

ويعمل الجهاز بنظام التشغيل “آندرويد” (إصدار 2.3)، مع دعمه لنظام “أوبونتو لينوكس” Ubunto Linux، ووجود برمجيات خاصة لإيجاد بيئة افتراضية تعمل في داخل نظامي التشغيل “ويندوز” و«ماك» لتشغيل نظام “آندرويد”، وهو يستمد طاقته من مأخذ “USB”، ويمكن للمستخدم حمل مهايئ “يو إس بي” يتصل بالكهرباء من جهة وبالجهاز من الجهة الأخرى في حال أراد وصله بتلفزيون أو شاشة ما لا تحتوي على مأخذ “يو إس بي”.

وترى الشركة أن هذا الكومبيوتر صغير الحجم سيجعل الحوسبة السحابية أقرب إلى المستخدم من السابق، وسيسرع تطوير الشاشات والتلفزيونات الذكية التي يمكن أن تتحول بسرعة إلى كومبيوتر متطور. ويمكن بهذه الطريقة استخدام جهاز واحد آمن أينما كان المستخدم، ومن دون الحاجة إلى البحث عن مقاهي الإنترنت والمغامرة بتشغيل الملفات المهمة أو الشخصية (مثل الصور) للمستخدم في أجهزة عمومية.

وحول تسمية الجهاز بـ”حلوى القطن”، فيعود السبب وراء ذلك إلى الشبه بها، حيث إن حلوى القطن التي يحبها الأطفال موضوعة على أصبع خشبي، الأمر الذي يشابه “السحابة” الموضوعة في إصبع “يو إس بي”. ومن المرجح أن تغير الشركة هذا الاسم إلى علامة تجارية خاصة بها لدى طرح الجهاز. وقدمت الشركة حاليا الجهاز لشركات صناعة التلفزيونات والكومبيوترات والهواتف الذكية وشركات صناعة وحدات الذاكرة (فلاش)، بالإضافة إلى شركات صناعة السيارات، وذلك حتى تدعم الشركات المذكورة هذه الوحدة في داخل أنظمتها بشكل مباشر وسلس على المستخدم.

عروض وموسيقى

وبالنسبة للمواصفات التقنية للجهاز، فهو يستخدم معالج ARM Cortex A9 (مع دعم امتدادات البرمجيات “تراست زون” TrustZone الأمنية، وامتدادات “نيون” Neon لتسريع التعامل مع ملفات الوسائط المتعددة ومعالجة البيانات، حيث تستطيع هذه الامتدادات تشغيل ملفات الموسيقى MP3 باستخدام معالج يعمل بسرعة 10 ميجاهيرتز فقط) ويعمل بسرعة 1.2 جيجاهيرتز، ووحدة معالجة رسومات رباعية الأنوية من طراز ARM Mali – 400 MP، وذاكرة بحجم 1 غيغابايت، وهو يدعم شبكات “بلوتوث 2.1″ و”واي فاي” اللاسلكية (B و G و N)، مع القدرة على التحكم به من خلال فأرة ولوحة مفاتيح وشاشات الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية وغيرها من وحدات التحكم الأخرى التي تعمل من خلال مأخذ “يو إس بي” (أو تدعم الاتصال اللاسلكي من خلال تقنية “بلوتوث”، مثل الفأرة ولوحة المفاتيح اللاسلكية وبعض أدوات التحكم عن بعد)، بالإضافة إلى وجود مأخذ لبطاقات الذاكرة المحمولة “مايكرو إس دي” (لغاية 64 جيجابايت) لتخزين المعلومات عليها. هذا، ويستطيع “الجهاز” تشغيل عروض الفيديو عالية الدقة (1080 التسلسلية Progressive) بكل سلاسة.

ويبلغ طول الجهاز 2.5 سنتيمتر، وعرضه 8 سنتيمترات. ويبلغ وزنه 21 جراما فقط، ومن المتوقع أن يطرح قبل منتصف العام المقبل، بسعر يبلغ نحو 200 دولار أميركي.

أجهزة رخيصة

وعلى الصعيد نفسه، استطاع المبرمج ديفيد بريبين David Braben تطوير جهاز مشابه من حيث الحجم، بسعر 25 دولارا أميركيا، يمكن تقديمه للأطفال في المدارس لتعليمهم أسس الكومبيوتر. وبالنسبة للمواصفات التقنية للجهاز، فهو يستخدم معالجا من طراز “آرم 11” ARM11 يعمل بسرعة 700 ميجاهيرتز، ويوجد فيه مخرج “HDMI” لوصله بالتلفزيونات وشاشات الكومبيوتر عالية الدقة، بالإضافة إلى استخدام 128 ميجابايت من الذاكرة، وقدرته على تشغيل عروض الفيديو عالية الدقة (1080 التسلسلية Progressive)، وتخزين البيانات على بطاقات الذاكرة “مايكرو يو إس بي”. وسيستخدم هذا الجهاز نظام التشغيل “ديبيان لينوكس” أو “فيدورا لينوكس” وفقا لرغبة المستخدم، مع توفير المزيد من الإصدارات للتحميل أو الشراء على وحدات “مايكرو إس دي” في وقت لاحق، وذلك لتوفير القدرة على تصفح الإنترنت والعمل على البرامج المكتبية. ويوجد في الجهاز أيضا مخرج للصوتيات وآخر للصورة (بتقنية RCA القياسية لوصله بالتلفزيونات القديمة وأجهزة البث الضوئي “بروجكتور”، بالإضافة إلى إمكانية إضافة كاميرا رقمية داخلية إليه.

وسيطرح طراز آخر من الجهاز يضيف مخرج شبكات سلكية “إيثرنت”، مع استخدام 256 ميجابايت من الذاكرة عوضا عن 128 ميجابايت، وبسعر يبلغ 35 دولارا أميركيا. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن إضافة الكثير من الخصائص الجديدة إلى الجهاز من خلال مأخذ “يو إس بي” (أو وحدة USB Hub تسمح بوصل أكثر من ملحق “يو إس بي” بالجهاز)، مثل ميكروفون وشبكات “واي فاي” اللاسلكية والقدرة على عرض الصورة من خلال مأخذ VGA، وغيرها. هذا، ويمكن تشغيل الجهاز باستخدام 4 بطاريات عادية من مقاس AA.

وسيتم توزيع هذا الجهاز من خلال مؤسسة “راسبيري باي” Raspberry Pi الخيرية المعنية بتطوير آلية تعليم علوم الكومبيوتر في المدارس. ومن المتوقع أن يطرح الجهاز بداية العام المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى